تعليق على أعداء أم أصدقاء
اولا أنا شايف إن المقالة رائعة، إسلوبها واضح و مختصر و مضمونها ينم على تفكير عميق و منظم. ثانيا أنا هعلق على الفقرة الأولى فقط لأن المقالة متضمنة أفكار مهمة كثيرة.
الفقرة الأولى من أعداء أم أصدقاء:
“لماذا ترفض الإدارة الأمريكية دعم حماس أو حتى التعامل معها برغم من كونها منتخبة عن طريق الشعب فى إنتخابات و صفت بإنها الأكثر نزاهة فى العالم العربى؟ – لماذا ترفض التعامل معها مع إنها حصلت على الحكم عن طريق "الديموقراطية"؟ المدهش إن الإدارة الأمركية تدعى إنها تدعم الديموقراطية فى الشرق الأوسط..!!هل الولايات المتحدة ضد حماس فعلا أو إنها بطريقة أو بأخرى و لسبب أو لأخر تهدف الى زيادة شعبية حماس؟
الولايات المتحدة بوقفها ضد حماس تضمن انتخاب الفلسطنين لحماس، طالما أن حماس تتحدى الولايات المتحدة فالفلسطنين هينتخبوها من غير تفكير لأنهم فى الأصل هينتخبوا أى حركة/مؤسسة تتحدى الولايات المتحدة. أعتقد إن مفيش أى محلل سياسى يقدر ينكر إن وقف المساعدات الإقتصادية للفلسطنين طالما وجدت حماس فى السلطة سوف يزيد من شعبية حماس، فى نفس الوقت مفيش أى محلل سياسى ممكن ينكر إن الولايات المتحدة تعى ده تماما.”
أعتقد إن الولايات المتحدة تعى تماما إنه بتجاهلها لحماس و الوقوف ضدها شعبية حماس تزيد فى العالم العربى و العالم الإسلامى. أعتفد إن موقف الولايات المتحدة يؤدى إلى سيناريو من أثنين أساسيين:
1) الولايات المتحدة تسنخدم موقف حماس لتحقيق مصالحها و المصالح الإسرائيلية.
2) الولايات المتحدة لا تريد أن يحل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى.
السيناريو الأول:
بقطع العلاقات الدبلوماسية مع حماس و بالتالى رفض أى من عروضها أو خططها، تعطى الولايات المتحدة فرصة لا تعوض للإسرائيلين للتـصرف بـصورة منفردة و ذلك لعدم وجود أى مؤسسة سياسية فلسطينية يمكن تعاملهم معها. و بإستبدال العلاقات الدبلوماسية مع حماس بأخرى مع أبو مازن يصبح تابع للولايات المتحدة. و لكنه ليس بالتابع المدلل، على عكس ذلك فهو تابع مهدد دائما. و طالما أن الفرصة سانحة تدعى إسرائيل مزيد من الحقوق على الأرض و فى الإعلام العالمى. بمرور الوقت ووسط هذه الظروف العربية، تصبح الإدعاءت الإسرائلية حقوق.
بعد أن يرى مؤيدى حماس فشلها فى إحضار أى من الحقوق الفلسطينية إلى بيتها و لكنها على عكس ذلك ساعدت فى تعزيز الإدعاءت الإسرائلية، يصبح من الواضح للفلسطينين أن الراديكالية (الإصولية) الإسلامية ليست بالإتجاه الذى من الممكن أن يوجد الحل. هذا التفكير يمثل صدمة للكثير من العرب الذين يشككون بأى إتجاه أخر. بالإضافة إلى هذا التفكير ينضم فشل الحكومات الفلسطينية المتتالية، و بهذا يصبح من الجلى للفلسطنين أن الحل كان يكمن فى أى من الإطروحات الأمريكية أو الإسرائيلية أو الغربية التى تم رفضها. و لكن من يعلم فمن الممكن جدا ان يظهر مقترح جديد. أو أن تعمل إسرائيل بصورة منفردة – بالإشتراك مع الولايات المتحدة – للوصول إلى معاهدة سلام أحادية الجانب.
السيناريو الثانى:
لعدم تحقيق حماس لأى من الحقوق الفلسطينية أو أى من الروئ الإسلامية الإصولية تتضح عدم جدوى الإتجاه الإصولى الأسلامى. و لغياب أى من الخطط التنموية التعليمية أو العلمية أو الصناعية أو السياسية أو الإجتماعية فى معظم البلدن العربية، و إن وجدت فى بلد عربى ما يكون هذا البلد قد سيس من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل أو الغرب ليكون أداة لتحقيق مكاسب سياسية أو إقتصادية لهم.، يصبح العرب محصورين فى ظروف معدة مسبقة لمحاربة أنفسهم. هذه الظروف يصنعها عملهم على إيجاد حل للصراع بدون أى خطط مناسبة مسبقة وهذا لعدم تحضرهم. إنى لا أدعى أن الحضارة هى ما عليه الولايات المتحدة أو أوربا الأن و لكنهم على الأقل يعماون وفقا لنظم و قواعد معينة و هو ما يغيب تماما عن العالم العربى. خلال الصراع و ظروفه يزداد العرب جهلا و فقرا فيزداد إنغلاقهم على العالم أو يفقدوا هويتهم التى هى أصلا مشوهة.
فى كل الأحوال تدعم الولايات المتحدة حلفائها من الملوك و الرؤساء العرب و تضعهم فى سدة الحكم، و لكنها فى نفس الوقت تتبع معهم سياسة لى الأذرع لكون القضية الفلسطينية أخر منابعهم للسيطرة على قطعانهم من الشعوب العربية.
السيناريو الثانى معمم لكل العرب و لكنه يصلح تماما للفلسطينين أتفسهم. يمكن لكل من الأول و الثانى أن يحدثا معا لكونهم مترابطين بشدة.
النقطة التى يجب أن ندركها هى أن أى من الصراعات الدولية مرتبط بالقوة و إكتسابها و بالتالى بالحقوق المرتبطة بالقوة حتى و إن كانت حقوق مزيفة. أيضا معظم الصراعات الدولية تتضمن تصارع أيديولوجات معينة، لا يهم أن تكون هذه الأيديولوجية أو تلك هى الأيديولوجية الصحيحة و لكن ما يهم هى الطريقة التى تدافع بها عن رؤيتك أو إدعاءاتك لكى تصبح حقوقا. فى هذا النطاق تحارب القوة لتقوية نفسها...تحارب القوة من أجل مزيد من القوة أى من أجل مزيد من الحقوق.
القوة فى هذا النطاق لا تتبع تسلسل هرمى محدد و لكنها تطوف هنا و هناك، الأذكياء فقط يستطيعون الحصول عليها. و لكن اللعبة لها قواعدها، مثلا، الثروة و الوعى و النظام الإجتماعيين للشعوب فى البلدان المختلفة. الولايات المتحدة أصبحت بهذا الضعف فى العراق...هذا مثال على تبلور القوة.
الديموقراطية المزعومة هى أداة تستخدمها الولايات المتحدة للوصول الى مزيد من القوة و فى ذلك تعمل على أسس أيديولوجية و ثقاقية معينة.
هذه المقالة محدودة الأفق لأنها لا تأخذ العوامل الأخرى فى محل الإعتبار مثل الدور الأوربى.